الأم صانعة السلام – ندوة توعوية في رهط حول دور الأم في وقاية الأبناء من العنف

الأم صانعة السلام – ندوة توعوية في رهط حول دور الأم في وقاية الأبناء من العنف

نظّم قسم الأمن الجماهيري في بلدية رهط، بالتعاون مع المركز الجماهيري، ندوة توعوية بعنوان “الأم صانعة السلام ودورها في وقاية الأبناء من العنف في المجتمع”، وذلك صباح يوم الأحد في قاعة المركز الجماهيري بمدينة رهط، بمشاركة نخبة من الشخصيات الرسمية والاجتماعية والتربوية.

افتتح اللقاء رئيس بلدية رهط الحاج طلال القريناوي، الذي أكد في كلمته أن “الأسرة هي نواة المجتمع، والأم تمثل حجر الأساس في بناء جيلٍ متوازنٍ ومسؤولٍ قادرٍ على نبذ العنف ونشر ثقافة الحوار والسلام”.

وأضاف القريناوي أن البلدية تولي اهتمامًا خاصًا ببرامج الأمن الجماهيري والتربية الإيجابية لما لها من أثر مباشر على استقرار المجتمع وتقدّمه.

♦️ مداخلات المشاركين

تحدث وحيد الصانع، مدير قسم الأمن الجماهيري، عن أهمية الوعي الأسري والتواصل بين المؤسسات التربوية والاجتماعية قائلاً: “نحن نؤمن أن الوقاية تبدأ من البيت، وأن الأم الواعية قادرة على تغيير فكر أبنائها وتحصينهم ضد مظاهر العنف المنتشرة في المجتمع”.

أما فؤاد الزيادنة، مدير المركز الجماهيري، فقد شدّد على دور المراكز المجتمعية في تعزيز القيم التربوية قائلاً: “نحن نفتح أبوابنا لكل نشاط يزرع في أبنائنا قيم المحبة والاحترام، فالتربية ليست مسؤولية المدرسة فقط، بل مسؤولية جماعية تبدأ من البيت وتمتد إلى كل مؤسسات المجتمع”.

♦️ مكانة المرأة في المجتمع

وفي مداخلةٍ مؤثرة، تحدثت الأخت أسمهان أبو صويص، مساعدة رئيس البلدية لشؤون المرأة، عن مكانة الأم كقوة تغيير حقيقية، مشيرةً إلى أن: “تمكين المرأة لا يكون فقط في العمل أو السياسة، بل في دورها التربوي الذي يشكّل وعي الأجيال القادمة، ويزرع فيهم روح التسامح والانتماء”.

من جانبها، أشارت عبير الصانع، العاملة الاجتماعية في قسم الشؤون الاجتماعية، إلى أهمية الدعم النفسي للأمهات وتوفير الأطر المساندة لهن، موضحةً أن “الأم التي تشعر بالأمان النفسي قادرة على تربية جيلٍ أكثر استقرارًا وعطاءً”.

♦️المحاضرة الرئيسية: “الأم صانعة السلام”

قدّمت الأخصائية النفسية إسلام أبو سكوت محاضرةً مميزة بعنوان “الأم صانعة السلام”، استعرضت فيها محاور الكتيب الذي أعدّته خصيصًا لهذه الندوة.

وقالت أبو سكوت في كلمتها: “المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي القلب النابض الذي يمنح العالم توازنه، والنور الذي يبدّد الظلام ويصنع التغيير الحقيقي من جذوره”.

وأضافت أن كل سلوكٍ عنيفٍ نراه عند الطفل هو “نداء استغاثة يحتاج إلى فهم واحتواء لا إلى عقاب”، مؤكدةً على “أهمية الحوار الأسري، وغرس القيم الأخلاقية، ومراقبة المحتوى الإعلامي، وتعليم الأبناء التعبير عن الغضب بطريقة إيجابية”.

♦️توصيات الندوة

في ختام اللقاء، تم التأكيد على مجموعة من التوصيات أبرزها:

▪️ ضرورة تنظيم ورشات توعوية دورية للأمهات حول أساليب التربية الحديثة.

▪️ تعزيز التعاون بين المدارس والأهالي لمتابعة سلوك الأبناء.

▪️ دعم برامج الصحة النفسية للأمهات والأطفال.

▪️ إشراك المؤسسات المجتمعية في حملات ضد العنف داخل المدارس والأحياء.

اختُتمت الندوة برسالةٍ مؤثرة من المختصة النفسانية إسلام أبو سكوت – التي أعدّت كُتيّب خاص لدور المرأة في مكافحة العنف – قالت فيها: “العنف لا يُواجه بالعنف، بل بالحب، بالحوار، وبالقدوة. عندما تبدأ الأم بزرع الهدوء في بيتها، تنشر السلام في مجتمعها كله”.